عدد المساهمات : 230 نقاط : 448 تاريخ التسجيل : 24/02/2010 العمر : 37 الموقع : الاسكندريــــــــــــــــــــــــــه
موضوع: اجعـــــــــــــــــــــــــــــل السقف مناسبا الإثنين 01 مارس 2010, 11:50 pm
اجعل السّقف مناسبًا جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أرادأن يكافئ أحد مواطنيه فقال له امتلك من الأرض كل المساحاتالتي تستطيع أن تقطعها سيرا على قدميك .. فرحالرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون .. سار مسافة طويلةفتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها .. ولكنه غيررأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد .. سار مسافاتأطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه .. لكنهتردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد والمزيد .. ظلالرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً ..
فقد ضل طريقه وضاع فيالحياة .. ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد .. لميمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حدالكــفاية أو ( القناعة ).
.. النجاح الكافي .. صيحةأطلقها لوراناش وهوارد ستيفنسون يحذران فيها من النجاحالزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أنيشعر بالارتواء .. من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسبويقاوم الشهرة والأضواء والثروة والجاه والسلطان ؟ لا سقفللطموحات في هذه الدنيا .. فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفيبهذا القدر ...
..الطموح مصيدة .. تتصور إنكتصطاده .. فإذا بك أنت الصيد الثمين .. ان كنت لا تصدق ؟! ..
إليكهذه القصة ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكةكبيرة فوضعها في حقيبته ونهض لينصرف .. فسأله الآخر : إلي أين تذهب؟! .. فأجابه الصديق : إلي البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جداتكفيني .. فرد الرجل : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماكالكبيرة مثلي .. فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟! .. فردالرجل .. عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها.. فسألهصديقه : ولماذا أفعل هذا ؟ .. قال له كي تحصل علي المزيدمن المال .. فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟ .. فردالرجل : يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك .. فسأله : ولماذا أفعل ذلك ؟ .. فرد الرجل : لكي تصبح ثريا ... فسألهالصديق : وماذا سأفعل بالثراء؟! .. فرد الرجل تستطيع فييوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك فقالله الصديق العاقل: هذا هو بالضبط ما أفعله الآن ولا أريد تأجيلهحتى أكبر ويضيع العمر .. رجل عاقل .. أليس كذلك !!
يقولونالمستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة .. ولكن الإنسانكما يقول فنس بوسنت أصبح في هذا العالم مثل النملة التيتركب علي ظهر الفيل .. تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا .. فيصبحمن المستحيل أن تصل إلى ما تريد .. لماذا ؟ .. لأن عقلالإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا .. أماعقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية وهكذا يعيشالإنسان معركتين .. معركة مع نفسه ومع العالم المتغير المتوحش .. ولايستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا. سر السعادة يحكىأن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم لدى أحكم رجل في العالم .. مشيالفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل .. وفيه يسكن الحكيمالذي يسعى إليه .. وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا منالناس .. انتظر الشاب ساعتين لحين دوره .. أنصتالحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن وطلب منهأن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين .. وأضافالحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت : امسكبهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت أخذالفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة .. ثمرجع لمقابلة الحكيم الذي سأله : هل رأيت السجاد الفارسي فيغرفة الطعام ؟ .. الحديقة الجميلة ؟ .. وهل استوقفتكالمجلدات الجميلة في مكتبتي ؟ .. ارتبك الفتى واعترف لهبأنه لم ير شيئا .. فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيتمن الملعقة .. فقال الحكيم : ارجع وتعرف على معالم القصر .. فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه .. عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقةعلى الجدران .. شاهد الحديقة والزهور الجميلة .. وعندما رجعإلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى .. فسأله الحكيم : ولكنأين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟ .. نظر الفتى إلىالملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا فقال له الحكيم تلك هي النصيحةالتي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن ترى روائعالدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت. فهم الفتى مغزىالقصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء وقطرتا الزيت هماالستر والصحة .. فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.
يقولإدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو أنها تمثلالفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا اننا نعيش في هذه الحياةبعقلية السنجاب فالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغمنشاطها وحيويتها فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق بكمياتأكبر بكثير من قدر حاجته. فإلى متى نبقى نجري لاهثين نجمعونجمع ولا نكتفي ولا نضع سقفا لطموحاتنا يتناسب مع قدراتنا؟؟ إننملك أروع النِعم ، فهي قريبة هنا في أيدينا، نستطيع معهاأن نعيش أجمل اللحظات مع أحبابنا ومع الكون من حولنا