لا تستغرب من العنوان فا هذه هي الحقيقه التى يجب ان تعرفها انا وانت وانتى وكلنا نحن المصريين .. هيا ان قصر او قل ما شئت فيلا او بيت الثقافه الذى من المفترض ان يوجد به الكتب والمواد الثقافيه لتنوير اهل البلد اصبح مكان لركن السيارات ..
هذا فى مصر .. ام الدنيا بلد زويل ومحفوظ ومعرض الكتاب والناس المثقفه وام الصحافة العربيه ...
منذ اكثر من سبع سنين كنت اتذكر والدتى حينما كانت تأخذنى الى قصر الثقافه لاقرا الكتب واجلس على كراسى المكتبة القديمه جدا والرثه واقرا مجلات قطر الندى والمواد العلميه والثقافيه التى كانت تناسب سنى فى هذا الوقت .. وكنت استعير الكتب منها لاكتب الابحاث التى تطلبها منى المدرسه واتذكر ان البحث الذى فعلته واضطررت لاستعارة الكتاب من قصر الثقافه هو بحث عن البيئة بانواعها
المهم ولاننى أنتمى الى عائلة تحرص على تثقيف ابناءها .. حرصت امى على عمل كارنيه لى فى القصر المسمى بالثقافه والذى لم يعد لا ثقافه ولا بتنجان بل اصبح باركينج للسيارات ..
وحينما سألت الوالد عن علاقته بقصر ثقافة ديرب نجم قال :
كنت اذهب الى قصر الثقافه لاستعير الشعر والسياسه وغيرها من كتب الهندسه التى كانت تفيدنى فى دراستى الهندسيه ..
حيث اذكر اننى كنت انتظر اخر الاسبوع لاذهب لقصر الثقافه واستعير الكتاب بمليم واحد .. واحضره بعد يومين .. وفى يوم كنت هناك فى المكتبه وكنت اقرا كتاب حول قضيه ما .. فا اشترك احد الزملاء فى قرائتى معه حتى تحول المكان الذى كنا نجلس فيه يقرا الكتاب ويستمع الى ونناقش ما فيه وتحول مكان القراءة لساحه لمناقشة افكار الكتاب ..
ويردف ابى قائلا : هكذا كنا نقرا .. وهكذا كنا نستنير عقولنا .. وهكذا كنا نحاول ان نعلم انفسنا بانفسنا بالقراءه .. والان وفرت الدولة نفسها ووقفت الانشطة الثقافيه من مسرح ومكاتب عامه وغرف للبحث العلمى الى باركينج للسيارات وقالت للموظفين اجلسوا فى بيوتكم فانتم اولى باوقاتكم ..
لا ترقى الامم الا بالعقول .. ولكن للاسف عندنا لا تفكر الامم اصلا فى الارتقاء .. تفكر كيف تجلب الاموال .. وتفكر كيف تقوم بتعليق "المزز" .. وكيف تكيف الادمغه وتجلب الكيف .. وكيف ان الحب شئ عفيف .. وهكذا من الاشياء التى اصبحنا عبادا لها "استغفر الله العظيم " فقد اصبحت اهداف نرجوها باى شكل من الاشكال ..
فكيف يرشح فاروق حسنى وزير الثقافه الذى فى عهده انتكست الثقافه فى مصر ووصلت الى حال يرثى عليها صاحب راى ان الحجاب ما هو حجاب القلب وليس حجاب الشعر وفى عهده كانت محرقة قصر ثقافة بنى سويف وفى عهده ايضا كانت وليمة اعشاب البحر .. وفيه عهده ايضا انحدرت السينما الى مستوى قذر اصبح يعتمد على الابتذال والقصص التافهه والرقص والعرى ..
وكأن الثقافه فى مصر هيا ثقافة المسرح والسيما وليست ثقافة الكتاب وتنوير العقول ..
انا اتسائل اليس لهذه الوزارة خطة تمشى عليها .. اليس لديهم يعنى استراتيجيه لتفتح مخ الشعوب والنهوض ثقافيا .. انا اتسائل وكما تسائل الااسرائليين فى موضوع ترشيح فاروق حسنى منصب رئيس اليونسكو .. كيف يرشح فاروق نفسح لهذا المنصب وهو من بلد مضطربه ثقافيا ؟؟
قصر ثقافة ديرب نجم .. يكفى ان تنظر للمبنى الرث الموجود فى الموقع التمتيز فى البلد .. وشكله اصلا مش يشرح النفس انك تدخل تقرا هو اصلا مقفول ومش مفتوح والله العالم فيه كتب الفيران كلتها ولا ايه .. وموظفينه بياخدوا فلوس وهما قاعدين فى بيوتهم ..
الغريب فى ديرب نجم ان الحكومة صرفت ملايين على تجديد وترميم مركز الشرطه المقابل لقصر الثقافه وتعلية السور وتجديد المبانى .. ايضا عندما مر الرئيس مبارك من البلد وجد مدخل البلد غير واضح فى يومها قام الرئيس بعزل رئيس مجلس المدينة السابق ووضع رئيس جديد يجدد مدخل البلاد هذا هو كل تفكير المسؤلين المدخل والمركز ..
لكن العلم والعقل وتفتيح المخ انسى ان تجد له مركزا ثقافيا محترما يليق بالكتاب .. وناتى فى نهاية المطاف نحارب ايران وايرن التى اطلقت قمر صناعى وبها تعليم عالى جدا ..