هل مر عليك يوم وانت راجع فيه الى بيتك هالكا ومنهكا بعد سهرة طويلة مع اصدقائك وانت فى الطريق تمنى نفسك بنوم عميق هانئ وما ان دخلت حجرتك وبدلت ملابسك ورميت بجسدك البالى على سريرك الخالى كى ترتاح قليلا قبل ان تستانف نشاطك مبكرا .
وفجأة تجد ان هناك هلاووس وافكارا مشتتة وحوارات متشابكة قد انتابتك تتقلب معك اينما انقلبت وانت تحاول ان تتخلص منها كى تنام ولكن لا طريق ،وليت شعرى هذا يكفى ولكن فجأة يظهر شبح اخر وهى الذكريات المؤلمة والاحداث الجارحة فى حياتك كى تستعرض وقتا اخر من وقتك الضيق للنوم قبل الاستيقاظ مبكرا وعندما تفشل فى ذلك تنهض لاهثا لايجاد حل لهذه الوحوش المفترسة والتى انقضت عليك على غفلة فيهديك سبيلك الى ان تشعل سيجارة وبعد ان تنتهى من تدخينها تشرب القليل من الماء وتخلد للنوم مرة اخرى لعل وعسى .
وبمجرد ان تضع رأسك على وسادتك حتى تجد ان ضيوفك الغلسين قد عادوا مجددا ولكن هذه المرة ليسوا بمفردهم فقد اتوا بضيف اشد بؤسا وغلسة وهو القلق والخوف من القادم وها هو تحس به يتسرب رويدا رويدا الى جسدك والذى اظنه قد بات يصرخ بقوة طلبا للراحة .
وتظل على هذه الحالة تتقلب يمينا وشمالا مع افكارك المتضاربة وذكرياتك الحزينة وقلقك المستبد حتى ياتى ميعادك الذى تستيقظ فيه فتغضب غضبا شديدا لعجزك وعدم مقدرتك عن الحصول على راحتك المنشودة ولكن المفاجأة..............
ما ان تطأ قدماك الارض حتى تحس احساسا غريبا ربما لاول مرة تحس هذا الاحساس فى داخلك وهو التفائل بلا حدود ممزوجا بثقتك بنفسك والقدرة على تفادى الصعاب، وتجمع افكارك مرة اخرى فى بوتقة واحدة ومسار واحد ،وعدم الخوف من المستقبل ليس استهتارا به ولكن ايمانا منك بذلك ،فتندهش اندهاشا كبيرا وتسأل نفسك .ما هذا؟ ما الذى حدث؟ منذ لحظات كنت اشعر اننى محطم ،غير مجدى ، انسان يائس وبائس فى الوقت ذاته ، او( اكس بير) كما يقولون الان .
ولكن انها القدرة على تفادى الصعاب واللحظات الحرجة من حياتنا وعدم الركون الى الاحداث والزمن وما فعله بنا والبدء على الفور فى صفحة جديدة من حياتنا لنعيشها بحلوها ومرها، او المصطلح الافضل وهو ان( نتعايش مع حياتنا لا ان نعيشها )، فكل شئ مكتوب ومقسوم ولن نأخذ منها اكثر من قسمتنا التى قسمها الله لنا ولو بحثنا فى الارض من شمالها الى جنوبها... ومن شرقها الى غربها فى اليوم مئات المرات.
وأوكد لكم ان هذه القدرة موجودة بداخل كل شخص منا ولكنها تحتاج ان تكتشفها انت بنفسك ولنفسك لا ان تنتظر القدر ليكشفها لك.